Arraf
لأول مرة.. الفائض التجاري الصيني يتجاوز تريليون دولار
تجاوز الفائض التجاري للصين تريليون دولار لأول مرة مع اتجاه المصنعين الساعين لتفادي الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى شحن مزيد من صادراتهم إلى أسواق غير أميركية في نوفمبر/تشرين الثاني، إذ قفزت الصادرات إلى أوروبا وأستراليا وجنوب شرق آسيا، وذلك حسب بيانات جمركية الإثنين 8 ديسمبر/كانون الأول.
وانخفضت الشحنات إلى الولايات المتحدة بما يقرب من الثلث مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق.
وقالت الخبيرة الاقتصادية المتخصصة في الشأن الصيني لدى كابيتال إيكونوميكس، تسي تشون هوانغ، إن التخفيضات الجمركية التي جرى الاتفاق عليها في إطار الهدنة التجارية بين الولايات المتحدة والصين لم تُسهم في رفع الصادرات إلى الولايات المتحدة الشهر الماضي، لكن نمو الصادرات الإجمالي تعافى مع ذلك، بحسب رويترز.
وأضافت: "نتوقع أن تظل صادرات الصين متماسكة، مع استمرار البلاد في كسب حصة أكبر من السوق العالمية العام المقبل".
وتابعت "يبدو أن دور إعادة توجيه التجارة في تعويض العبء الذي تفرضه الرسوم الأميركية لا يزال آخذا في الازدياد".
اقرأ أيضاً: مسؤول أميركي: التزامات الصين التجارية "في الاتجاه الصحيح"
وأظهرت بيانات جمركية الاثنين أن الصادرات الصينية نمت بشكل عام بمقدار 5.9% على أساس سنوي في نوفمبر تشرين الثاني، لتتحول عن الانكماش البالغ 1.1% الذي سجلته في أكتوبر تشرين الأول، وتتجاوز توقعا بنموها بمقدار 3.8% في استطلاع أجرته رويترز.
وارتفعت الواردات 1.9%، مقارنة بصعودها بمقدار 1% في أكتوبر تشرين الأول. وكان الاقتصاديون يتوقعون زيادة تبلغ 3%.
وبلغ الفائض التجاري للصين 111.68 مليار دولار في نوفمبر تشرين الثاني، وهو أعلى مستوى منذ يونيو حزيران، وبارتفاع من 90.07 مليار دولار جرى تسجيلها في الشهر السابق. وجاء ذلك أعلى من التوقعات البالغة 100.2 مليار دولار.
وتجاوز الفائض التجاري لأول 11 شهرا من العام تريليون دولار للمرة الأولى.
وكثفت الصين جهودها لتنويع أسواق صادراتها منذ فوز ترامب في الانتخابات الأميركية في نوفمبر تشرين الثاني 2024، وسعت إلى توطيد العلاقات التجارية مع جنوب شرق آسيا والاتحاد الأوروبي. واستفادت أيضا من الانتشار العالمي لشركاتها لإقامة مراكز إنتاج جديدة تتيح لها وصولا برسوم جمركية منخفضة إلى الأسواق.
وانخفضت الشحنات الصينية إلى الولايات المتحدة بواقع 29 % على أساس سنوي في نوفمبر تشرين الثاني، في حين نمت الصادرات إلى الاتحاد الأوروبي بمقدار 14.8 % على أساس سنوي. وارتفعت الشحنات إلى أستراليا 35.8 %، واستقبلت اقتصادات جنوب شرق آسيا سريعة النمو سلعا أكثر بواقع 8.2 % خلال الفترة نفسها.
وجاء تراجع الصادرات إلى الولايات المتحدة على الرغم من الأنباء التي ذكرت أن أكبر اقتصادين في العالم اتفقا على تقليص بعض الرسوم الجمركية ومجموعة من الإجراءات الأخرى بعد اجتماع ترامب
والرئيس الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية في 30 أكتوبر تشرين الأول.
اقرأ أيضاً: رغم الهدنة التجارية.. صادرات الصين إلى أميركا تتراجع 29% في نوفمبر
ويبلغ متوسط الرسوم الجمركية الأميركية على السلع الصينية 47.5%، أي أعلى بكثير من عتبة 40% التي يقول اقتصاديون إنها تؤدي إلى تآكل هوامش أرباح المصدرين الصينيين.